وبلغ الآل في كفرهم وتكذيبهم وانحرافهم أن كذبوا بآيات الله كلها، بعد أن جاءهم النّذر، يقول تعالى:’’ولقد جاء آل فرعون النذر، كذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر‘‘(١). أي لقد جاء آل فرعون إنذارنا بالعقوبة بكفرهم بنا وبرسولنا موسى صلى الله عليه وسلم-واكتفى بذكرهم عن ذكره للعلم بأنّه أولى بذلك منهم-لأنّهم كذبوا بآيات الله وبالمعجزات والحجج التي جاءتهم من عند الله، وهي العصا واليد والسنون والطمسة والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم، والتي تدلّ على توحيد الله ونبوة أنبيائه وأنّه لا إله إلا الله وحده، ولكنّهم كذّبوا فعاقبهم الله بكفرهم عقوبة شديد لا يُغلب، مقتدر على ما يشاء غير عاجز ولا ضعيف، فإنّه لا يعجزه شيء(٢)، ومن الملاحظ(أنّ قصتهم صدرت بالتوكيد القسمي لإبراز كمال الاعتناء بشأنها، لغاية عظم ما فيها من الآيات وكثرتها، وهول ما لاقوه من العذاب وقوة إيجابها للاتعاظ)(٣).
بيان أنّ آل فرعون أداة تنفيذية في نظام فرعون

(١) القمر: ٤١-٤٢].
(٢) انظر: تفسير الطبري(٢٧/١٠٧)وتفسير البغوي(٤/٢٦٣)وتفسير النسفي(٤/١٩٨).
(٣) تفسير أبي السعود(٨/١٧٣)وروح المعاني(٢٧/٩١).


الصفحة التالية
Icon