من السهل الآن وبعد أن بيّنا بعض صفاتهم أن ندرك لماذا كانوا أدواتا تنفيذية عند فرعون، حيث أسند فرعون إليهم مهمة القهر والقتل والتعذيب ودليل ذلك قوله تعالى:’’واذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبّحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم‘‘(١)، وقوله تعالى:’’وإذ أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتّلون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم‘‘(٢). ومن الملاحظ أنّ القرآن أسند الفعل إليهم مع أنّ الآمر به هو فرعون، لأنّهم الفاعلين لذلك كله، والمرتكبين لتلك الجرائم، وتكفي هذه المشاركة العملية من آل فرعون لتكون سببا في ظهور شخصية فرعون، وعلة تقف وراء هذه الظاهرة البشعة في تاريخ الإنسانية. وستظهر شخصية فرعون مرة أخرى في كلّ مرة تجتمع فيها تلك الظروف والملابسات والأسباب.
ومن الوظائف التي قام على تنفيذها آل فرعون: وظيفة المراقبة التي تشبه مهمة المخابرات في زماننا هذا، وهي مهمة حساسة غالبا ما يعتمد الطواغيت على المقربين فيها، يقول تعالى:’’فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا‘‘(٣). أي موسى عليه السلام وهو في مرحلة الطفولة الأولى،(وهم لم يلتقطوه ليكون عدوا وحزنا وإنّما التقطوه فكان لهم)(٤).

(١) البقرة: ٤٩].
(٢) الأعراف: ١٤١].
(٣) القصص: ٨].
(٤) تفسير الطبري(١١/١٥٦).


الصفحة التالية
Icon