وبيان ذلك أنّ النّظام كلّه-في عهد فرعون-على حذر، وهكذا كل نظام جائر،(فالعدل يدعو إلى الألفة ويبعث على الطاعة وتنعم به الأرض.. كما قال الهرمزان لعمر حين رآه نائما بالمسجد مبتذلا: عدلت فأمنت فنمت)(١)، فهو أمن وأمان(٢)، بينما الظلم خوف وترقّب وحذر وقلق. ولولا هذه المراقبة لما ألقت أمّ موسى موسى عليه السلام في اليم، فلمّا حصل الخوف منها عليه ألقته في اليمّ، ولم يكن هذا الخوف إلاّ من المراقبة التي أمر بها فرعون واجتهاد العيون في البحث عن المواليد.
العقوبات التي أنزلها الله على آل فرعون دليل على مشاركتهم في الإثم والعدوان
لقد أنزل الله على آل فرعون عقوبات متعددة، تمثل في مجموعها عقوبة هائلة كبيرة، ممّا يؤكد لنا عظم الجريمة التي اقترفوها والمتمثلة بدعمهم ومساندتهم ومشاركتهم لنظام فرعون، ولهذا نعتبر تلك العقوبات دليل آخر على الدور الذي لعبه آل فرعون في إظهار شخصية فرعون وتثبيت نظام حكمه. ومن خلال النظر في الكتاب العزيز يمكن لنا أن نقسم تلك العقوبات إلى ثلاثة أنواع:

(١) فيض القدير(٤/٣٧٨)مع بعض التصرف.
(٢) ذكر الطبري في تاريخه(أنّ الهرمزان قال: أين حرسه وحجابه عنه؟قالوا: ليس له حارس ولا حاجب ولا كاتب ولا ديوان. قال: فينبغي له أن يكون نبيا. فقالوا: بل يعمل عمل الأنبياء)تاريخ الطبري(٢/٥٠٢).


الصفحة التالية
Icon