أولا: عقوبة في الدنيا قبل الموت. يقول تعالى:’’ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون، فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون، وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين، فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين‘‘(١). والمعنى أنّ الله قد أخذ آل فرعون أي اختبرهم وامتحنهم وابتلاهم بالسنين وهي سني الجوع بسبب قلة الزروع ونقص من الثمرات، وهم فى أرض مصر، المخصبة المثمرة المعطاء، وتلك(ظاهرة تلفت النظر، وتهز القلب، وتثير القلق، وتدعو إلى اليقظة والتفكر، لولا أن الطاغوت والذين يستخفهم الطاغوت-بفسقهم عن دين الله –فيطيعونه، لا يريدون أن يتدبروا ولا أن يتفكروا)(٢).
ثانيا: وعقوبة عند الموت. يقول تعالى:’’وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون‘‘(٣)؛ذلك أنّ الله تعالى أمر موسى عليه السلام أن يسري ببني إسرائيل، فخرج بهم فصبحهم فرعون وجنوده وصادفهم على شاطىء البحر، فأوحى الله تعالى إليه أن اضرب بعصاك البحر فضربه، فظهر فيه اثنا عشر طريقا يابسا فسلكوها حتى عبروا البحر، ثمّ لما وصل إليه فرعون ورآه منفلقا اقتحم فيه هو وجنوده فالتطم عليهم وأغرقهم أجمعين.

(١) الأعراف: ١٣٠-١٣٣].
(٢) في ظلال القرآن(٣/٦١٤).
(٣) البقرة: ٥٠].


الصفحة التالية
Icon