يبحث الطاغوت-حين يبحث-فقط عمّن يُواليه ويطمئنّ إليه، وذلك ليستتر الطاغوت به ويحتمي، ولقد تعددت تلك السواتر وتنوعت، ومنها الأحزاب السياسية التي تحمل فكر النّظام، ويُطلق على هذا الشكل من السواتر(الحزب الحاكم)، ويكون لعناصره امتيازات خاصة، لأنّ الولاء للطاغوت معناه ولاء للمصلحة، فيقوم النّظام الحاكم بتسهيل كل ما من شأنه تطوير هذا الحزب وتقويته، ويفرض على النّاس-أحيانا-منهجا ثقافيا يصب في خدمة الحزب الحاكم، كما يعمد النظام إلى تكليف عناصر الحزب بالوظائف المهمة والحساسة في الدولة، ليضمن بذلك عدم قدرة الجماهير في تغيير النّظام إن هي فكرت يوما بذلك.
وقد يكون المشاركون من عشيرته، فالأسرة الحاكمة هم الأمراء والأميرات!وكلما ازداد عددهم وتوزعت أدوارهم وبسطوا نفوذهم كلما تأكد الطاغوت من ثبات ملكه. وزيادة في الحيطة والحذر يقوم الطاغوت بإذكاء روح العشائرية والقبائلية، حيث يستميل بعض القبائل ببعض الأعطيات والمنح!ويخلق جوا من التنافس فيما بينها في كسب وُدّ الحكومة، فكل قبيلة تحافظ على هذا الود ما استطاعت إلى ذلك سبيلا. وكلٌّ يُريد أن يكون له ظهرٌ عند الحكومة يساند مطالبه وقضاياه.
وقد يكونون من الأقليات العرقية أو الدينية بدعوى المحافظة على حقوق الأقليات وضمان حرية العبادة!ثمّ تتجاوب هذه الأقليات مع النّظام الذي يحقق مصلحتها، وتُناط بها بعض المراكز الحساسة ذات الخطورة العالية، ذلك لأنّ هذه الأقليات لا تملك بحكم حجمها القدرة على قلب الحكومة. بينما تقوم الحكومة باستغلال هذه الأقليات فتمنع الحق الساطع وأصحابه من التحرك بدعوى أنّ حركتهم تُثير الفتن والقلاقل الطائفية والعرقية!فيُظهر الطاغوت نفسه بمظهر الذي يُحقق التوازن ويضمن الأمن للجميع!


الصفحة التالية
Icon