وفرعون موسى هو ذلك الطاغية الذي بعث الله إليه موسى عليه السلام، وهو،(شخص محسوس تواتر إلينا النقل بوجوده ودعوة موسى له، كأبي جهل وأبي لهب وغيرهما من الكفار، وليس من جنس الشياطين والملائكة مما لم يدرك بالحس حتى يتطرق التأويل إلى ألفاظه. وما قاله بعض الجهله في تأويل قوله تعالى:’’اذهبا إلى فرعون إنه طغى‘‘(١). إنّه : إشارة إلى قلبه، وقال هو المراد بفرعون وهو الطاغي على كل إنسان، تحريف للقرآن عن ظاهره يعلم بطلانه قطعا)(٢).
وفرعون لقب لمن ملك وحكم الأقباط وأرض مصر، ومن هنا ندرك السر الذي من أجله عدل القرآن عن ذكر اسم فرعون إلى ذكر لقبه، والسبب هو أنّ القرآن هدف إلى إبراز شخصية فرعون بغض النّظر عمّن يمثّل هذه الشخصية.

(١) طه: ٤٣].
(٢) الزرقاني: محمد بن عبدالعظيم، مناهل العرفان في علوم القرآن، ط١، دار الفكر، بيروت، مكتب البحوث والدراسات، ١٩٩٦م.(٢/٦٧)، وسأشير إليه لاحقا هكذا(مناهل العرفان).


الصفحة التالية
Icon