ولهذا كان مطلب موسى عليه السلام-ومعه هارون-تحرير بني إسرائيل، يقول تعالى حكاية لقول موسى وهارون:’’فأرسل(١)معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم‘‘(٢). وهو أمر من الله لهما، يقول تعالى:’’فأتيا فرعون فقولا إنّا رسول رب العالمين، أن أرسل معنا بني إسرائيل‘‘(٣). أي خلّ عنهم وأطلقهم ولا تعذبهم، وكانت بنو إسرائيل عند فرعون في عذاب شديد، يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم، ويكلفهم من العمل في الطين واللبن و بناء المدائن ما لا يطيقونه، وفي ذلك إشارة على أن تخليص المؤمنين من الكفرة أهم من دعوتهم إلى الإيمان(٤).

(١) المراد بالإرسال إطلاقهم من الأسر والقسر وإخراجهم من تحت يده، لا تكليفهم أن يذهبوا معه إلى الشام كما ينبئ عنه قوله تعالى:’’ولا تعذبهم‘‘)تفسير أبي السعود(٦/١٩).
(٢) طه: ٤٧].
(٣) الشعراء: ١٦-١٧].
(٤) انظر: تفسير البيضاوي(٤/٥٢، ٥٣)وتفسير الواحدي(٢/٦٩٦)وتفسير البغوي(٣/٢١٩)وتفسير النسفي(٣/٥٦).


الصفحة التالية
Icon