لقد كان القتل الوسيلة الأشهر من بين وسائل فرعون حتى طغى على ألوان العذاب الأخرى؛وذلك لأنّ القتل ينشر الرعب ويُخضع النّاس، فحب الحياة وغريزة البقاء تضغط على الجنس البشري برمّته، بل وجميع الأحياء تُصارع الموت وتفرُّ منه، ومن ثمّ كان القتل الوسيلة الأقصر والأخصر للتخلص من المخالفين للنّظام، ولا يزال التّخويف من الموت سوطا تُلوّح به الطواغيت، لا يقتحمه إلاّ أصحاب الإيمان واليقين الذين يؤمنون أنّ القتل في سبيل الله أو الموت له معنى واحد هو البقاء في ظلّ الرحمة التي لا تنقطع، يقول تعالى:’’ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير ممّا يجمعون‘‘(١).

(١) آل عمران: ١٥٧].


الصفحة التالية
Icon