ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم‘‘(١)، ويقول تعالى:’’وإذ أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يقّتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم‘‘(٢)، ويقول تعالى حكاية لقول موسى:’’وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون(٣)أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم’’(٤).(وذلك لأنّ الكهنة قالوا له: إنّ مولودا يولد في بني إسرائيل يذهب ملكك على يديه، أو قال المنجمون له ذلك، أو رأى رؤيا هالته، رأى نارا خرجت من بيت المقدس فدخلت بيوت القبط ببلاد مصر إلا بيوت بني إسرائيل، مضمونها أنّ زوال ملكه يكون على يدي رجل من بني إسرائيل. وهذا من حمقه حيث لم يدر أنّ الكاهن إن صدق فالقتل لا ينفع، وإن كذب فلا معنى للقتل. وقيل أنّ سمّاره تحدثوا عنده بأنّ بني إسرائيل يتوقعون خروج رجل منهم يكون لهم به دولة ورفعة)(٥).

(١) البقرة: ٥٠].
(٢) الأعراف: ١٤١].
(٣) ويذبحون أبناءكم وأدخلت الواو في هذا الموضع لأنه أريد بقوله:’’ويذبحون أبناءكم‘‘الخبر عن أن آل فرعون، كانوا يعذبون بني إسرائيل بأنواع من العذاب غير التذبيح وبالتذبيح. وأما في موضع آخر من القرآن فإنه جاء بغير الواو،’’يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم‘‘في موضع وفي موضع’’يقتلون أبناءكم‘‘ولم تدخل الواو في المواضع التي لم تدخل فيها، لأنه أريد بقوله:’’يذبحون‘‘وبقوله:’’يقتلون‘‘تبيينه صفات العذاب الذي كانوا يسومونهم)تفسير الطبري(١٣/١٨٥).( وعطف’’يذبحون أبناءكم‘‘على’’يسومونكم سوء العذاب‘‘وإن كان التذبيح من جنس سوء العذاب إخراجا له عن مرتبة العذاب المعتاد حتى كأنه جنس آخر لما فيه من الشدة)فتح القدير(٣/٩٦).
(٤) إبراهيم: ٦].
(٥) تفسير القرطبي(١٣/ ٢٤٨). وانظر: زاد المسير(١/٧٨)وتفسير الجلالين(١/٣٣٠)وتفسير النسفي(١/٤٣).


الصفحة التالية
Icon