(الجهل ضد العلم.. واستجهله عده جاهلا واستخفّه أيضا، والتجهيل النسبة إلى الجهل، والمجهلة بوزن المرحلة الأمر الذي يحمل على الجهل)(١)، أي: حمل فرعون النّاس على اتباعه في الغي(٢)، فأتباع الرذيلة يودُّون لو كان النّاس كلهم مثلهم في الرذيلة،’’ودُّوا لو تكفرون كما(٣)كفروا فتكونون سواء‘‘(٤). أي(هم يودّون لكم الضلالة لتستووا أنتم وإياهم فيها(٥).(والعرب تضع الضلال موضع الجهل، والجهل موضع الضلال، فتقول: قد جهل فلان الطريق وضل الطريق بمعنى واحد)(٦)؛ذلك أنّ الأمة التي تجهل تضل الطريق ويصير حالها إلى ضياع؛ذلك أنّ(الجهل خلو النفس من العلم، واعتقاد الشيء بخلاف ما هو عليه، وفعل الشيء بخلاف ما حقه أن يفعل)(٧). ويكفى أن تعلم أنّ’’من أشراط الساعة أن يقل العلم ويظهر الجهل‘‘(٨).

(١) مختار الصحاح، مادة: جهل(٤٩)مع بعض التصرف. وانظر: لسان العرب، مادة: جهل(١١/١٢٩).
(٢) وانظر: تفسير القرطبي(١٤/٤٩)وفتح القدير(٤/٢٣٢).
(٣) الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف أي كفرا مثل كفرهم) القيسي: أبو محمد، مكي بن أبي طالب،(٣٥٥-٤٣٧هـ)، مشكل إعراب القرآن، جزءان، تحقيق: حاتم صالح الضامن، جزء واحد، ط٢، مؤسسة الرسالة، بيروت، ١٤٠٥هـ.(١/٢٠٥)، وسأشير إليه لاحقا هكذا(مشكل إعراب القرآن).
(٤) النساء: ٨٩].
(٥) تفسير ابن كثير(١/٥٣٤).
(٦) تفسير الطبري(١٩/٦٧).
(٧) فيض القدير(١/٣٢٨).
(٨) صحيح البخاري، كتاب العلم، باب رفع العلم وظهور الجهل (١/٤٣)رقم(٨١).


الصفحة التالية
Icon