إنّ ظلام الجهل لن يزول بغير نور العلم، وتلك هي وظيفة القرآن العظيم(١)، يقول تعالى:’’قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين‘‘(٢)؛فالقرآن الكريم(يُوضِّح للنّاس أبين المسالك، وينفي عنهم الضلالة، ويرشدهم إلى أقوم حالة)(٣)، فتتَّضح المعاني الحقيقية للحياة لمن سار على هداه. فبينما يسيرالنّاس المنقطعون عن القرآن في حيرة واضطراب وتيه تجد أتباع القرآن مدركين لما يدور حولهم، لا تنطلي عليه مناورات الطواغيت وألاعيبهم؛ذلك بأنّهم حازوا العلم الحق، يقول تعالى:’’قل: هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون‘‘(٤).(فالحق منهج واضح، والدين ميزان راجح، والجهل لا يزيد إلا عمى ولا يورث إلا ندما)(٥).
ومن هنا نفهم الاستجهال المعاصر، وهو جعل النّاس يعيشون ويموتون دون أن يُدركوا غاية وجودهم، وتُستعمل لهذا الغرض أجهزة الإعلام الضخمة والهائلة، تبث الفجور وتهبط بالإنسان إلى مرتبة الحيوان!يعيش لشهوته ونزواته وهواه. وتُنشر لتحقيق هذا الغرض أفكار يُسمّونها تقدمية تحررية!ويُنفق في هذا السبيل المليارات. وأطلقوا على حملتهم إسم التنوير!
إنّ المسؤول-أو هكذا يُراد-عن برامج المسلمين الثقافية والتعليمية هي وكالات الاستخبارات الأجنبية، فهم إنّما يريدون تجهييل الأمة بدينها شيئا فشيئا؛يمنعون بعض المواضيع التي تؤثر في نهضة الأمة وخصوصا باب الجهاد في سبيل الله، كما يريدون تحويل الدّين من عبادة إلى عادة. والأدهى من ذلك ما يعقدونه من اتفاقيات ثقافية مشبوهة يُراد منها إخراج جيل لا يعرف من الإسلام إلاّ اسمه، ولديه قابلية للترويض والخنوع.

(١) انظر: مناهل العرفان(٢/٢٥٦).
(٢) المائدة: ١٥].
(٣) تفسير ابن كثير(٢/٣٥).
(٤) الزمر: ٩].
(٥) إعجاز القرآن(١/٣٠٣).


الصفحة التالية
Icon