إنّ الكذب الذي يمارسه الطواغيت كذب خطير لأنّه يمُس حقائق الدّين والمعاني الحقيقة للحياة، فلا يكتفون بالكذب على النّاس في تصريف شؤونهم وحسب بل يتعدى كذبهم ذلك، ويظهر هذا جليّاً في قضية التشريع، يقول تعالى:’’ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون‘‘(١)،(ويدخل في هذا كل من ابتدع بدعة ليس له فيها مستند شرعي، أو حلل شيئا مما حرم الله، أو حرَّم شيئا مما أباح الله بمجرد رأيه وتشهيه)(٢)، ولهذا كان كذبهم علامة على عدم فلاحهم وعلى عدم إيمانهم، يقول تعالى:’’إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله، وأولئك هم الكاذبون‘‘(٣). وأقل ما يُقال فيهم أنّ كذبهم علامة نفاق فيهم؛ذلك أنّ آية المنافق’’إذا حدّث كذب‘‘(٤)، وهؤلاء يكذبون حتى في ابتساماتهم وحركاتهم وسكناتهم!ومن هنا كانت حكومات النّفاق التي نشاهد.
إنّ سبيل الكذب هو سبيل الشيطان، يقول تعالى:’’ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنَّه لكم عدو مبين، إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون‘‘(٥). فقولهم على الله ما لا يعلمون حقيقته:’’طاعة منهم للشيطان واتباعا منهم خطواته‘‘(٦).

(١) النحل: ١١٦-١١٧].
(٢) تفسير ابن كثير(٢/٥٩١).
(٣) النحل: ١٠٥].
(٤) صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب علامة المنافق(١/٢١)رقم(٣٣).
(٥) البقرة: ١٦٨-١٦٩].
(٦) تفسير الطبري(٢/٧٧).


الصفحة التالية
Icon