ولم تغب هذه الوسيلة القديمة الجديدة عن وسائل فرعون التي بها وعليها بنى نظامه وأسسه وأصّله، فالمالك للمال بنوعيه المنقول وغير المنقول هو فرعون، فهو يملك الأنهار والأشجار والأرض والأحجار…كما يملك الذهب والفضة والخيل والبقر والبشر…فهو-بزعمه-الإله والرب، وعليه فهو المالك لكل شيء يسمّى في عالم المال مال، ومن يدّعي غير ذلك أو يشك فيه فقد نازع الرب المزعوم الموهوم صلاحيّات الربوبية!فله الملك وحده بزعمه، فهو وليّ كلّ نعمة، وإليه يُردّ كل فضل!والنّاس يعيشون في ظل صاحب الجلالة على الفتات الذي يُنعم به عليهم.
بعض الشواهد على سيطرة فرعون الإقتصادية
بيّن القرآن أنّ فرعون ذو ملكية كبيرة ضخمة، وذلك هو معنى قول فرعون لقومه’’أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون‘‘(١)، فهو يُسائلهم: أليس لي ملك مصر(لا ينازعني فيه أحد)(٢)،(وهذه الأنهار أنهار النيل تجري من تحتي من تحت قصوري، أو تجري بين يدي في جناني وبساتيني)(٣).(أفلا تبصرون أيها القوم ما أنا فيه من النعيم والخير)(٤)!فتسمع الجماهير النّداء وتسكت رهبة أو رغبة. وكفى بهذا النّداء دليلا على ما يتمتع به فرعون من ملكية تشمل أرض مصر وأنهارها.

(١) الزخرف: ٥١].
(٢) تفسير القرطبي(١٦/٩٨).
(٣) تفسير البغوي(٤/١٤٢).
(٤) تفسير الطبري(٢٥/٨١).


الصفحة التالية
Icon