ومن الأدلة على قوة فرعون الإقتصادية، تلك الحليّ التي كانت في ملكية القبط، حيث أخذ بنو إسرائيل جزءا منها عند خروجهم من مصر، والتي كانت تمثل بعضا ممّا كان يملكه القبط من أموال. وذلك ما يُرشد إليه قوله تعالى:’’واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار‘‘(١). وقوله تعالى:’’ولكنّا حمّلنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامري، فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار‘‘(٢). أي ولكنّا حملنا أحمالا من حلى القبط التي أستعرناها منهم حين هممنا بالخروج من مصر، وقيل استعاروا لعيد كان لهم ثمّ لم يردوها عند الخروج مخافة أن يعلموا بهم، وقيل: هي ما ألقاه البحر على الساحل بعد إغراقهم فأخذوه. وأيّاً ما كانت طريقة أخذها فالشاهد وجودها عند القبط، وهم أتباع وأعوان فرعون. ولعل بني إسرائيل سمّوها أوزارا لأنها آثام، فإنّ الغنائم لم تكن تحل بعد، أو لأنّهم كانوا مستأمنين، وليس للمستأمن أن يأخذ مال الحربي، فقذفوها في النار فكذلك ألقى السامري، فأخرج لهم عجلا جسدا من تلك الحليّ المذابة(٣).
تدفق الخيرات بين يدي فرعون ابتلاء من الله، ودليل على قوته الإقتصادية

(١) الأعراف: ١٤٨].
(٢) طه: ٨٧-٨٨].
(٣) انظر: تفسير البيضاوي(٤/٦٦)وتفسير القرطبي(١١/٢٣٥)وتفسير أبي السعود(٣/٢٧٣)وتفسير النسفي(٢/٣٧).


الصفحة التالية
Icon