( والظاهر-من الآية- أنّ فرعون أراد حقيقة ما يدل عليه كلامه، وهو نفي علمه بإله غيره دون وجوده، فانّ عدم العلم بالشيء لا يدل على عدمه، ولم يجزم بالعدم بأن يقول: ليس لكم إله غيري، مع أنّ كلا من هذا وما قاله كذب، لأنّ ظاهر قول موسى عليه السلام له:’’لقد علمتَ(١) ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر‘‘(٢)، يقتضي أنّه كان عالما بأنّ هناك إلها غيره.

(١) ٢٩(قرأ الكسائى وحده:’لقد علمتُ‘، بضم التاء. وقرأ الباقون:’لقد علمتَ‘ بفتح التاء) التميمي : أبو بكر، أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد البغدادي،(٢٤٥- ٣٢٤هـ)، كتاب السبعة في القراءات، جزء واحد، تحقيق: شوقي ضيف، ط٢، دار المعارف، القاهرة، ١٤٠٠هـ.(٣٨٥-٣٨٦)، وسأشير إليه لاحقا هكذا(كتاب السبعة في القراءات).(وحجة الكسائي: ما روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:’لقد علمتُ‘، قال: والله ما علم عدو الله، إنما علم موسى صلى الله عليه) ابن زنجلة: أبو زرعة، عبد الرحمن بن محمد. حجة القراءات، جزء واحد، تحقيق: سعيد الأفغاني، ط٢، مؤسسة الرسالة، بيروت، ١٤٠٢ – ١٩٨٢.(٤١١)، وسأشير إليه لاحقا هكذا(حجة القراءات).( فالحجة لمن فتح أنه جعل التاء لفرعون دلالة على المخاطبة، والحجة لمن ضم أنه جعل التاء لموسى دلالة على إخبار المتكلم عن نفسه) ابن خالويه: أبو عبد الله، الحسين بن أحمد.( ٣١٤- ٣٧٠هـ)، الحجة في القراءات السبع، جزء واحد، تحقيق: عبد العال سالم مكرم، ط٤، دار الشروق، بيروت، ١٤٠١هـ.(٢٢١)، وسأشير إليه لاحقا هكذا(الحجة في القراءات السبع).
(٢) الإسراء: ١٠٢].


الصفحة التالية
Icon