فاجتمع لفرعون أمران: قوم يحبون المال، وثروة بين يديه، حيث كان فرعون صاحب ثروة ومال، فاستغل قوته المالية والإقتصادية في تدعيم شخصيته وتمرير مخططاته.
ارتباط السيطرة الإقتصادية مع السيطرة العسكرية
وممّا ساعد فرعون في ازدياد سيطرته الإقتصادية ازدياد سيطرته العسكرية المتمثلة بالجيش(الجنود)والمخابرات والشرطة التي كانت تشرف على السجون، وغير ذلك ممّا يشكل في مجمله القوة العسكرية. فالقوة تلزم فرعون في حماية الممتلكات الواقعة في قبضته وفي عمليات السلب والنّهب لما تبقّى من أملاك وثروات لدى الجماهير إن بقي منها شيء.
ومن هنا نفهم الترابط الجدليّ بين القوّة الإقتصادية والقوة العسكرية، فالزيادة هنا تعني الزيادة هناك، والعكس صحيح تماما، وهي المعادلة الموجودة في كلّ مرة يحكم بها الطاغوت ويُقصى فيها الحكم بما أنزل الله، فالحكم حينئذ لحق القوة لا لقوة الحق.
وهكذا يعيد التاريخ نفسه، ونشاهد الأساطيل والقطع الحربية وهي تزحف بشتى المعاذير للسيطرة على منابع النّفط والطّاقة كونها عصب الحياة المعاصرة، في زمن سيطرت فيه الرأسمالية على مناحي الحياة، وما صاحب تلك السيطرة من تحطيم للمعاني الإنسانية؛فانتشرت المذاهب النفعية والوصولية؛ذلك أنّ السيطرة الاقتصادية للدول الغنية والقوية عسكريا، أو الدول الصناعية والشركات الكبرى توسعت حتى أصبحت تشمل كل العالم ضمن مفهوم العولمة الحديث، واستطاعت تلك الدول أن تفرض بقوتها العسكرية شكل المعاملات المالية الدولية؛فالطاغوت الاقتصادي المعاصر هو الذي يتحكم في السوق ورأسمال ومصادر الثروة والتجارة العالمية.


الصفحة التالية
Icon