ومن الأدلة التي تثبت دور الجيش في تثبيت النّظام الفرعوني قوله تعالى:’’وفرعون ذو الأوتاد(١)‘‘(٢). وقوله تعالى:’’وفرعون ذي الأوتاد‘‘(٣). أي ذو الجنود الكثيرة فسميت الجنود أوتادا لأنهم يقوون أمره كما يقوي الوتد البيت، وهذا ما نرجحه، لأنّه لايمكن لدولة أن تقوم بلا جيش تعتمد عليه، وكأنّ الجيش أهم وتد في قيامها ووجودها(٤).
بعد هذا يمكننا أن نستنتج أنّ هذا الجيش الجرّار لا بدّ له من مستلزمات تابعة له، حيث لا يقوم الجيش بدونها، كالسيوف والرماح والنّبال وغير ذلك من وسائل قتالية، وما يتبع ذلك من تصنيع لتلك الوسائل، وهذا وإن لم يذكره القرآن الكريم إلاّ أنّه دلّ عليه بما ذُكر. ممّا يؤكد قدرات فرعون العسكرية، ويتبع ذلك أيضا كثرة الخيل والجمال كوسائل نقل في ذلك الزمان، وبناء المعسكرات الخاصة بالجند وما تستلزمه تلك المعسكرات من تموين وخيام وغير ذلك.

(١) ذو الأوتاد: صفة فرعون لا لجميع ما قبله وإلا لقيل ذوو الأوتاد)روح المعاني(٢٣/١٧٠).
(٢) ص: ١٢].
(٣) الفجر: ١٠].
(٤) ورد في تفسير الآية وجوه متعددة فقد قيل أنّها بمعنى البناء المحكم، أو كثير البنيان والبنيان يسمى أوتادا، وقيل: أنه كانت له أوتاد وأرسان وملاعب يلعب له عليها، وقيل: كان يعذب الناس بالأوتاد، وكان إذا غضب على أحد مده مستلقيا بين أربعة أوتاد في الأرض ويرسل عليه العقارب والحيات حتى يموت، وقيل: كان يشبح المعذب بين أربع سوار كل طرف من أطرافه إلى سارية مضروب فيه وتد من حديد ويتركه حتى يموت. انظر: تفسير القرطبي(١٥/١٥٤-١٥٥)ومعاني القرآن(٦/٨٥)وتفسير أبي السعود(٧/٢١٧)وتفسير الواحدي(٢/٩٢٠)وزاد المسير(٧/١٠٥، ١٠٦).


الصفحة التالية
Icon