لقد ظهرت آثار التيه والضياع وانعدام القدرة على التمييز على الجماهير في ظلّ شخصية فرعون، وليس أدلّ على هذا من طاعتهم لفرعون رغبا ورهبا في افترائه وزعمه للألوهية والربوبية، فإنّه لا يمكن لفرعون ولا لغيره أن يفكر مجرد تفكير في طرح هذه الفرية لولا أن رأى من قومه القابلية للقبول أو السكوت في أسوأ تقدير. ولا شك في أنّ قوما تابعوا فرعون على فريته الكبرى وكذّبوا موسى عليه السلام بعد أن عاينوا الحق الساطع على يديه لهم أجهل الخلق وأحمق النّاس وأسفههم.


الصفحة التالية
Icon