وكما أنّه ادعى الألوهية كذلك ادعى الربوبية،’’فقال أنا ربكم الأعلى‘‘(١)، أي لارب لكم فوقي، وكل رب دوني وكذب الأحمق …وقيل: كان صنع لهم أصناما صغارا وأمرهم بعبادتها، فقال أنا رب أصنامكم. وقيل: أراد القادة والسادة هو ربهم، وأولئك هم أرباب السفلة(٢).
(والذي يغلب على الظنّ ويقتضيه أكثر الظواهر أنّ اللعين كان يعرف الله عز وجل، وأنّه-سبحانه-هو خالق العالم، إلاّ أنّه غلبت عليه شقوته، وغرتّه دولته، فأظهر لقومه خلاف علمه، فأذعن منهم له من كثر جهله ونزر عقله. ولا يبعد أن يكون في الناس من يذعن بمثل هذه الخرافات ولا يعرف أنها مخالفة للبديهيات… وأمّا من له عقل منهم ولا يخفى عليه بطلان مثل ذلك فيحتمل أن يكون قد وافق ظاهرا لمزيد خوفه من فرعون، أو مزيد رغبته بما عنده من الدنيا)(٣).

(١) النّازعات: ٢٤].
(٢) انظر: تفسير القرطبي(١٩/٢٠٢)وتفسير الطبري(٣٠/٤٠)والبغوي: أبو محمد، الحسين بن مسعود الفراء،(ت ٥١٦)، معالم التنزيل، ٤أجزاء، تحقيق: خالد العك - مروان سوار، ط٢، دار المعرفة، بيروت، ١٤٠٧هـ – ١٩٨٧م.(٤/٤٤٤)، وسأشير إليه لاحقا هكذا(تفسير البغوي)، وابن الجوزي: أبو الفرج، عبد الرحمن بن علي بن محمد،(٥٠٨ –٥٩٧هـ)، زاد المسير في علم التفسير، ٩أجزاء، ط٣، المكتب الإسلامي، بيروت، ١٤٠٤هـ.(٩/٢١)، وسأشير إليه لاحقا هكذا(زاد المسير).
(٣) روح المعاني(١٩/٧٤)مع بعض التصرف.


الصفحة التالية
Icon