والإصرار على الذنب لا يرفع العقوبة بل يجلب المزيد من غضب الله وسخطه، ولذلك تتابعت النكبات عليهم، فأرسل الله عليهم الطوفان والجراد والقمّل والضفادع والدّم، يقول تعالى:’’فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمّل والضفادع والدّم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين‘‘(١). أي(آيات مفصلات يتبع بعضها بعضا، فكل عذاب كان يمتد أسبوعا وبين كل عذابين شهرا)(٢)، ولكنّهم استكبروا وامتنعوا عن قبول الحق وكانوا قوما مجرمين.
ثمّ وقع عليهم الرجز، أي العذاب(وجائز أن يكون ذلك طاعونا وجائز أن يكون غيره ولا دلالة في ظاهر القرآن ولا في أثر عن الرسول ثابت أي أصناف ذلك كان)(٣)، إنّما يكفي أن نعلم أنّ عذابا من الله قد أصابهم ونزل بهم، والظاهر أنّه عذاب لم يستطيعوا الصمود أمامه، ودلّ على ذلك قوله تعالى:’’ولمّا وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنّا الرجز لنؤمننّ لك ولنرسلنّ معك بني إسرائيل‘‘(٤).
ولكنّ القوم نكثوا وعادوا لغيهم وفسادهم بعد أن استجاب الله لدعاء نبيه عليه السلام، حيث يقول تعالى:’’فلمّا كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون‘‘(٥). ،فكان نكثهم سببا لانتقام الله منهم، يقول تعالى:’’فانتقمنا منهم‘‘(٦). فالننظر كيف كان عاقبة الظالمين.

(١) الأعراف: ١٣٣].
(٢) تفسير البغوي(٢/١٩٣).
(٣) تفسير الطبري(١/٣٠٦).
(٤) الأعراف: ١٣٤].
(٥) الأعراف: ١٣٥].
(٦) الأعراف: ١٣٦].


الصفحة التالية
Icon