ثمّ نتابع مع القرآن رحلتهم الشّقية عبر مشاهد تقشعر لها الأبدان فها هو فرعون(يقدم قومه يوم القيامة، يقودهم فيمضي بهم إلى النار حتى يوردهموها ويصليهم سعيرها)(١)، يقول تعالى:’’يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النّار وبئس الورد المورود‘‘(٢). يقودهم يوم القيامة(كما كان يقودهم في الدنيا إلى الضلال.’’فأوردهم النار‘‘، ذكره بلفظ الماضي مبالغة في تحقيقه، ونزل النّار لهم منزلة الماء فسمى إتياناها موردا، ثمّ قال:’’وبئس الورد المورود‘‘، أي بئس المورد الذي وردوه، فإنّه يُراد لتبريد الأكباد وتسكين العطش والنّار بالضد)(٣).

(١) تفسير الطبري(١٢/١١٠). وانظر: تفسير الواحدي(١/٥٣٣)وتفسير البغوي(٣/٢٠٤)وفتح القدير(٢/٥٢٦)وزاد المسير(٤/١٥٥).
(٢) هود: ٩٨].
(٣) تفسير البيضاوي(٣/٢٥٩). وانظر: تفسير القرطبي(٩/٩٣)وتفسير أبي السعود(٤/٢٣٩)وتفسير النسفي(٢/١٧١).


الصفحة التالية
Icon