ومن هنا كانت المقارنة لإبراز هذا المعنى في قوله تعالى:’’إنّا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا الى فرعون رسولا، فعصى فرعون الرسول فاخذناه اخذا وبيلا‘‘(١)، أي(فاحذروا أنتم أن تكذبوا هذا الرسول فيصيبكم ما أصاب فرعون حيث أخذه الله أخذ عزيز مقتدر)(٢)، ويظهر القياس-أيضاً-في قوله تعالى:’’يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه اللّه مما قالوا‘‘(٣)، أي(ولا تكونوا أمثال الذين آذوا موسى نبي الله)(٤)، وفي هذا المعنى يندرج حديث رسول الله ﷺ لعليّ رضي الله عنه’’ألا ترضى أن تكون منّى بمنزله هارون من موسى إلاّ أنّه ليس بعدى نبى‘‘(٥)، ذلك أنّ في قصة فرعون ومواجهة موسى له عبرة ومثل للأمة.
بعض مميزات شخصية موسى والتي تُعدُّ نموذجا للشخصية القادرة على مواجهة الطاغوت
أولا: النّفس العزيزة.

(١) المزمل: ١٥-١٦].
(٢) تفسير ابن كثير(٤/٤٣٩). وانظر: تفسير أبي السعود(٩/٥٢)وفتح القدير(٥/٣١٩)وروح المعاني(١٩/١٠٨).
(٣) الأحزاب: ٦٩].
(٤) تفسير الطبري(٢٢/٥٠).
(٥) صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة تبوك وهي غزوة العسرة(٤/١٦٠٢)رقم(٤١٥٤).


الصفحة التالية
Icon