لقد كان موسى عليه السلام(حديدا خشنا متصلبا في كل شيء)(١)، فقد صلّبته التجارب، فمن الترف إلى شظف العيش، ومن الأمن إلى قلب المخافة، وتلك هي التناقضات التي تكشف عن معادن الرجال، يقول تعالى:’’ونبلوكم بالشر والخير فتنة‘‘(٢)، أي(نختبركم بالمصائب تارة وبالنعم أخرى؛فننظر من يشكر ومن يكفر، ومن يصبر ومن يقنط)(٣). إنّه البلاء الذي يُنتج الصلابة المطلوبة أمام الطواغيت حين تبدأ المواجهة.
المبحث الثاني
مرحلة المباشَرة في التنفيذ
تأتي مرحلة التنفيذ بعد الإعداد والتهيئة، تأتي وقد تجهز موسى عليه السلام وتسلّح بكل ما هو ضروري لتلك المواجهة. ولا نريد هنا سرد الأحداث فتلك مسألة معلومة، ولكن نريد أن نقرأ حدث المواجهة لاستنباط العناصر الأساسية في تلك المواجهة، وفي كل مواجهة مثلها مع الطواغيت، والتي يُمكن إجمالها فيما يلي:
أولا: بيان هدف الدعوة وغايتها مع تقديم الحجة والبرهان

(١) تفسير البيضاوي(٤/٦٧). وانظر: تفسير أبي السعود(٦/٣٨).
(٢) الأنبياء: ٣٥].
(٣) تفسير ابن كثير(٣/١٧٩). وانظر: تفسير القرطبي(١١/٢٨٧).


الصفحة التالية
Icon