وهكذا تتكرر صور الخروج والهجرة، وتزداد أعداد الهاربين من الظلم والطّالبين حق اللجوء السياسي في بلاد الكفار!بعد أن كُمّمت الأفواه ونُصبت أعواد المشانق في بلاد العرب والمسلمين. إنّها ذات القصة القديمة.
تنوع الظلم في ظل شخصية فرعون
ظلم للحق الذي عرفوه وأيقنوه، يقول تعالى:’’والكافرون هم الظالمون‘‘(١)، فإنّ مجرد معرفة الحق وعدم مناصرته ظلم عظيم يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة، فكيف بمن ينكره ويحاربه؟!بل ويستخدم شتّى الوسائل والحيل لحجبه ومنعه وقهره ومحاصرته، ويبذل الجهد والمال بسعي دؤوب لتشويه الحقائق كي لا تصل إلى النّاس صافية بالكذب والتضليل المبرمج.
وظلم للنفس، حيث عرّضوها للعذاب في الدنيا، فكل من لا يرتبط بالحق يعيش حياة مطّربة يسودها القلق والخوف والهواجس والحسرة والعبثية والحزن والشقاء…وغير ذلك كثير من أمراض النّفس الفتّاكة التي تصاحب إنكار الحق وعدم القبول به. وكلّ ذلك من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر، وهو تعريضهم أنفسهم للعذاب الخالد في جهنّم يوم القيامة، يقول تعالى:’’ولا تحسبنّ الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار، مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء‘‘(٢)، ويا لها من عاقبة مؤلمة لا يعلم مداها إلاّ الله، حيث ينقلب ظلمه ظلمات عليه، يقول صلى الله عليه وسلم:’’الظلم ظلمات يوم القيامة‘‘(٣).

(١) البقرة: ٢٥٤].
(٢) ابراهيم: ٤٢-٤٣].
(٣) صحيح البخاري، كتاب المظالم، باب الظلم ظلمات يوم القيامة(٢/٨٦٤)رقم(٢٣١٥).


الصفحة التالية
Icon