يقول تعالى:’’واتقوا فتنة لا تصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصَّة‘‘(١)، أي(لا تختص إصابتها بمن يباشر الظلم منكم بل يعمّه وغيره، كإقرار المنكر بين أظهرهم، والمداهنة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وافتراق الكلمة وظهور البدع والتكاسل في الجهاد)(٢)، فالله سبحانه وتعالى يأخذ الظالمين وأتباعهم وأعوانهم والساكتين بغير عذر شرعي عن ظلمهم، يقول تعالى:’’ومن أظلم ممّن كتم شهادة عنده من الله‘‘(٣)،(لأنّهم كتموا هذه الشهادة وهم عالمون بها)(٤). فإذا سكت الذين يعلمون فمتى يتعلَّم الجهلة؟!ومن هو الذي سيحمل الحقيقة إن لم يحملها العالمون بها؟يقول تعالى:’’إنّ الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيّناه للنّاس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون‘‘(٥)والكتمان(ترك إظهار الشيء قصدا مع مساس الحاجة إليه، وتحقق الداعي إلى إظهاره، وذلك قد يكون بمجرد ستره وإخفائه)(٦).

(١) الأنفال: ٢٥].
(٢) تفسير أبي السعود(٤/١٦). وانظر: تفسير البيضاوي(٣/١٠٠).
(٣) البقرة: ١٤٠].
(٤) الكشاف(١/١٩٦).
(٥) البقرة: ١٥٩].
(٦) تفسير أبي السعود(١/١٨٢).


الصفحة التالية
Icon