وقد يكون الفساد في موظف صغير ولكنّه مع ترقّي الرتبة أخطر، فإذا كان في رأس الهرم أصبح مأساة!وقد يكون في جزء من المنهج، ولكنه إذا انتشر في أجزاء أخرى أخطر، وإمّا إذا كان المنهج المطبق من أساسه ومنبعه فاسدا فإنّ الحياة تصبح جحيما لا توصف. فكيف ورأس الهرم فرعون مفسد وليس بفاسد فحسب؟!ومنهج الحياة في ظلّه-جملة وتفصيلا، وأصولا وفروعا-فاسد!يقول تعالى:’’إنّ فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنّه كان من المفسدين‘‘(١). أي إنّه كان من الراسخين في الإفساد، ولذلك اجترأ على مثل تلك العظيمة من قتل من لا جنحة له من أبناء الأنبياء عليهم السلام لتخيل فاسد، ثمّ هو من المفسدين في الأرض بالعمل والمعاصي والتجبر والقتل، وفي الآية الكريمة بيان أنّ القتل من فعل أهل الإفساد (٢)، وفرعون أسرف في القتل، أي أسرف في الفساد.

(١) القصص: ٤].
(٢) انظر: روح المعاني(٢٠/٤٣)وتفسير أبي السعود(٧/٢)وتفسير القرطبي(١٣/٢٤٩)وفتح القدير(٤/١٥٩)وزاد المسير(٦/٢٠١)وتفسير الجلالين(١/٥٠٦)وتفسير النسفي(٣/٢٢٦).


الصفحة التالية
Icon