وهكذا سلك النّاس سلوك التخفي في ظلّ شخصية مستبدة، عقدتها وسرّ استبدادها يكمن في تصورها أنّها إله ورب!فنمى بسببها التخفي والحذر، وحيثما يوجد الإستبداد توجد الحركات السّريّة، تلك الحركات التي لم تجد لنفسها مكانا فوق الأرض فاختارت العمل من وراء الحجب، وأكثر ما يكون هذا في دعوات الحق التي يحملها الأنبياء وأتباعهم، فدعوة نبينا محمد ﷺ بدأت سرا، وكلما تمّ التضييق علينا كلما ذهبنا نحو السريّة والتّخفي وسيلة منّا لاتقاء شرّ المستبد.
ومن شدة استبداد فرعون استنكاره على السحرة إيمانهم بدون إذن منه،’’آمنتم له قبل أن آذن لكم‘‘(١)، فالكلمة في عهد فرعون تحتاج إلى ترخيص وإذن من الحكومة!ومن العجيب أن يدور الزمان فيجتهد بعض المسلمين في الحصول على ترخيص لمجلة أو جريدة فلا تسمح لهم الحكومة‍‍. تشابهت أخلاقهم!

(١) طه: ٧١].


الصفحة التالية
Icon