الوهم: (من خطرات القلب والجمع أوهام، وللقلب وهم. وتوهّم الشيء تخيله وتمثله كان في الوجود أو لم يكن)(١). و(الغرور بالضم: ما اغتر به من متاع الدنيا. وفي التنزيل العزيز:’’فلا تغرنّكم الحياة الدنيا‘‘(٢)، يقول: لا تغرنكم الدنيا، فإن كان لكم حظ فيها ينقص من دينكم فلا تؤثروا ذلك الحظ، ولا يغرنّكم بالله الغرور)(٣)، فالغرور(سكون النفس إلى ما يوافق الهوى ويميل إليه الطبع، وعبر عنه بعضهم بأنه كل ما يغر الإنسان من مال وجاه وشيطان)(٤)، و(المغرور: من خدعه وأطمعه الباطل)(٥).
فالمغرور-على هدي هذا التعريف-مخدوع دخل الوهم عليه، واغتر بما لديه وخدعه زخرف الدنيا أو الجاه أو السلطة أو القوة، وتخيّل ما هو عكس الحقيقة والواقع، فالغرور نوع من الوهم والتخيّل في المحصلة. ولذلك سُمّي متاع الدنيا بمتاع الغرور لأنّه يخدع من ركن إليها، وهناك من تعجبه الدنيا بمتاعها حتى يعتقد أن لا دار سواها ولا معاد وراءها وهي حقيرة قليلة بالنسبة إلى الدار الآخرة(٦).

(١) لسان العرب، مادة: وهم(١٢/٦٤٣)وانظر: كتاب العين، مادة: وهم(٤/١٠٠)والمصباح المنير، مادة: وهم(٢/٦٧٤).
(٢) لقمان: ٣٢].
(٣) لسان العرب، مادة: غرر(٥/١٢). وفي مختار الصحاح(اغتر الرجل واغتر بالشيء خدع به و الغرر بفتحتين الخطر ونهى رسول الله ﷺ عن بيع الغرر وهو مثل بيع السمك في الماء والطير في الهواء، والغرور بالفتح الشيطان ومنه قوله تعالى ولا يغرنكم بالله الغرور، والغرور أيضا ما يتغرغر به من الأدوية، والغرور بالضم ما اغتر به من متاع الدنيا)مختار الصحاح، مادة: غرر(١٩٧).
(٤) التعاريف(١/٥٣٧).
(٥) لسان العرب، مادة غرر(٥/١١).
(٦) انظر: تفسير ابن كثير(٤/٣١٤).


الصفحة التالية
Icon