إنّ شخصية فرعون-على ضوء تلك المعاني التي أوردناها في التعريف-شخصية واهمة مغرورة يرى نفسه فوق النّاس، وأوضح دليل على وهمه وغروره ادعاؤه للألوهية والربوبية؛ذلك أنّ تمام الصحة وسلامة البدن، وكثرة الجند ودعم القوم والآل ومؤازرة الملأ، وسعة الملك وطول المكث في الحكم والتحكم، مع ما أوتي من متاع الدنيا وزخرفها، وانتشار السحر والشعوذة وفساد التصورات السائدة والاساطير التي كانت سائدة في مصر من نسب الملوك للآلهة(١)…مع ما استقر في نفسه من الإعجاب المفرط بالذات والشهوة الجامحة في الحكم والتحكم والقابلية للإنحراف…كلّ ذلك تهيأ لفرعون فطوّعت له نفسه قول كلمة الكفر. فالوهم والغرور جعل رؤيته للأحداث وتفسيره للظروف سببا في اجترائه على تلك الفرية. وكم من النّاس من غرّه إقبال الحياة عليه، وتوّهم دوام الحال.

(١) انظر: في ظلال القرآن(٦/٣٤٩).


الصفحة التالية
Icon