وهكذا قاده غروره ووهمه إلى تلك المعارضة التي فضحت أمره وكشفت زيغه،(فإذا كان كل ما يقدمه موسى نوع من أنواع السحر فما أسهل الرد عليه، وهكذا يفهم الطغاة أن دعوى أصحاب العقائد إنّما تخفي ورائها هدفا من أهداف هذه الأرض، وأنّها ليست سوى ستار للملك والحكم.. ثّم هم يرون مع أصحاب الدعوات آيات، إمّا خارقة كآيات موسى، وإمّا مؤثرة في النّاس تأخذ طريقها إلى قلوبهم وإن لم تكن من الخوارق. فإذا الطغاة يقابلونها بما يماثلها ظاهريا.. سحر نأتي بسحر مثله !)(١)، فهذا هو الوهم الذي يغرق فيه فرعون وأمثاله.

(١) في ظلال القرآن(٥/٤٨٠).


الصفحة التالية
Icon