منا نبي فيقطع الأيدي والأرجل، فلما خرج من العرب كفروا، فأنزل الله:﴿ لئلا يعلم أهل الكتاب...﴾ الآية، يعني بالفضل النبوة.(١)
تحليل المفردات والتراكيب
قوله تعالى:﴿ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله﴾
يرى بعض المفسرين: أن الخطاب في هذه الآية الكريمة لأهل الكتاب، ويؤيد هذا القول الحديث الصحيح:
الذي رواه أبو موسى الأشعري- رضي الله عنه- عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال:﴿ ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بي، فله أجران، وعبد مملوك أدى حق الله وحق مولاه، فله أجران، ورجل أدب أمته فأحسن تأديبها ثم أعتقها وتزوجها فله أجران﴾.(٢)
ووافق على هذا التفسير: ابن عباس، والضحاك، ،وغيرهما وهو اختيار ابن جرير الطبري في تفسيره.
وقال آخرون: الخطاب للمؤمنين من هذه الأمة، ومعنى آمنوا برسوله : أي اثبتوا على ذلك ودوموا عليه.
وقد نقل العلامة الآلوسي حجة القائلين بهذا القول فقال:(٣)"قد استظهر أبو حيان كون الخطاب لمن آمن من أمته- صلى الله تعالى عليه وسلم- غير أهل الكتاب والآثار تؤيد ذلك.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه، ك/العلم ب/تعليم الرجل أمته وأهله، حديث رقم/٨٢.
(٣) روح المعاني ج: ٢٧ ص: ١٩٣، وانظر: فسير الثعالبي ج: ٤ ص: ٢٧٤.