وقوله تعالى وأن الفضل بيد الله عطف على أن لا يقدرون داخل معه في حيز العلم
وقوله سبحانه :﴿ يؤتيه من يشاء﴾ خبر ثان لأن، أو هو الخبر، وما قبله على ما قيل حال لازمة أو استئناف.
وقوله عز وجل :﴿ والله ذو الفضل العظيم﴾اعتراض تذييلي مقرر لمضمون ما قبله.(١)
﴿وأن الفضل بيد الله﴾ ليس بأيديهم فيصرفون النبوة عن محمد – صلى الله عليه وسلم- إلى من يحبون، وقيل : إن الفضل بيد الله، أي هو يؤتيه من يشاء
وفي البخاري(٢)أن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يقول وهو قائم على المنبر:﴿إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، أعطي أهل التوراة التوراة فعملوا بها، حتى انتصف النهار، ثم عجزوا، فأعطوا قيراطا قيراطا، ثم أعطي أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا به حتى صلاة العصر، ثم عجزوا، فأعطوا قيراطا قيراطا، ثم أعطيتم القرآن فعملتم به حتى غروب الشمس، فأعطيتم قيراطين قيراطين، قال أهل التوراة: ربنا هؤلاء أقل عملا وأكثر أجرا، قال: هل ظلمتكم من أجركم شيء؟ قالوا: لا، فقال: فذلك فضلي أوتيه من أشاء﴾.
وقد استدل بعض العلماء بهذه الآية: على أن الحسنة إنما لها من الآجر مثل واحد فقال : الحسنة اسم عام ينطلق على كل نوع من الإيمان، وينطلق على عمومه، فإذا انطلقت الحسنة على نوع واحد، فليس له عليها من الثواب، إلا مثل واحد، وإن انطلقت على حسنة تشتمل على نوعين، كان الثواب عليها مثلين بدليل هذه الآية، فإن قال كفلين من رحمته والكفل النصيب كالمثل فجعل لمن اتقى الله وآمن برسوله نصيبين نصيبا لتقوى الله ونصيبا لإيمانه برسوله
فدل على أن الحسنة التي جعل لها عشر، هي التي جمعت عشرة أنواع من الحسنات، وهو الأيمان الذي جمع الله تعالى في صفته عشرة أنواع:

(١) روح المعاني ج: ٢٧ ص: ١٩٤.
(٢) ك / التوحيد، ب / في المشيئة والإرادة، حديث رقم ( ٧٠٢٩).


الصفحة التالية
Icon