من أسماء الله الحسنى
قال الله تعالى:-
﴿هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ والظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُل شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾.(١)
تحليل المفردات والتراكيب
﴿الأول﴾ قبل كل شيء بلا بداية.
﴿والآخر﴾ بعد كل شيء بلا نهاية.
﴿والظاهر﴾ بالأدلة عليه.
﴿والباطن﴾ عن إدراك الحواس(٢).
وقوله تعالى: ﴿ وَهُوَ بِكُل شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ أي أنه- سبحانه وتعالى- عليم بكل شيء، فلا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.
ويتساءل الإمام الزمخشري عن معنى الواو في المواضع الثلاثة
فيقول:" فإن قلت فما معنى الواو ؟ قلت : الواو الأولى معناها : الدلالة على أنه الجامع بين الصفتين الأولية والأخروية، والثالثة: على أنه الجامع بين الظهور والخفاء، وأما الوسطى : فعلى أنه الجامع بين مجموع الصفتين الأوليين ومجموع الصفتين الأخريين، فهو المستمر الوجود في جميع الأوقات الماضية والآتية، وهو في جميعها ظاهر باطن : جامع للظهور بالأدلة والخفاء، فلا يدرك بالحواس وفي هذا حجة على من جوز إدراكه في الآخرة بالحاسة"(٣).
المعنى الإجمالي للآية الكريمة
تناولت هذه الآية الكريمة جانبا من أسماء الله الحسنى، وهى: الأول، والآخر والظاهر، والباطن.
وهذه الآية الكريمة هي المشار إليها في حديث عرباض بن سارية : أنها أفضل من ألف آية.
وهذه الأسماء الأربعة المباركة التي جاءت في هذه الآية الكريمة قد فسرها النبي - صلى الله عليه وسلم- تفسيراً جامعاً واضحاً، فقال- صلوات الله وسلامه عليه – وهو يخاطب ربه- عز وجل- :﴿اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شي ﴾(٤).
وتمام الحديث:

(١) الآية/٣، من السورة الكريمة.
(٢) الجمل على الجلالين: ٤/٢٨٥.
(٣) الكشاف: ٤/٤٦٠.
(٤) مسلم ب/ التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره ك/ الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار حدبث رقم/ ٢٧١٣( ٤/٢٠٨٤).


الصفحة التالية
Icon