عن سهيل قال : كان أبو صالح يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام: أن يضطجع على شقة الأيمن: ثم يقول:﴿ اللهم رب السماوات ورب الأرض، ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين، وأغننا من الفقر، وكان يروى ذلك عن أبي هريرة عن النبي- صلى الله عليه وسلم- ﴾.
. ففسر كل اسم بمعناه العظيم، ونفى عنه ما يضاده وينافيه.
فالأول : يدل على أن كل ما سواه حادث كائن بعد أن لم يكن، ويوجب للعبد أن يلحظ فضل ربه في كل نعمة دينية أو دنيوية، إذ السبب والمسبب منه تعالى. والآخر: يدل على أنه هو الغاية، والصمد الذي تصمد إليه المخلوقات بتألهها ورغبتها، ورهبتنا، وجميع مطالبها.
والظاهر : يدل على عظمة صفاته واضمحلال كل شيء عند عظمته من ذوات وصفات على علوه.
والباطن: يدل على إطلاعه على بواطن الأمور، وخفايا النفوس، والغيب المطلق، والغيب المؤقت، وكل ما تعجز عن إدراكه لا يعلم باطنه إلا هو- سبحانه وتعالى-.
ونحب أن نؤكد في هذا المقام أن أسماء الله- تعالى - :" توقيفية لا مجال للعقل فيها وعلى هذا، فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة، فلا يزاد فيها ولا ينقص، لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء، فوجب الوقوف في ذلك على النص لقوله تعالى :﴿ ولا تقفُ ما ليس لك به علمٌ إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ﴾
ولقوله تعالى-أيضا-:﴿ قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ﴾