وفخم، الأجر بالتنكير، ووصف بالكبير.
وأيا ما كان فأخذ الميثاق إشارة إلى ما كان منه تعالى من نصب الأدلة الآفاقية والأنفسية
والتمكين من النظير، فقوله – تعالى- :﴿ والرسول يدعوكم﴾إشارة إلى الدليل السمعي وهذا إشارة إلى الدليل العقلي، وفي التقديم والتأخير، ما يؤيد القول بشرف السمعي على العقلي
وقوله تعالى:﴿إن كنتم مؤمنين﴾شرط، جوابه محذوف، دل عليه ما قبله
والمعنى: إن كنتم مؤمنين لموجب ما، فهذا موجب لا موجب وراءه، وجوز أن يكون المراد : إن كنتم ممن يؤمن، فما لكم لا تؤمنون والحالة هذه.
وقال الواحدي : أي إن كنتم مؤمنين بدليل عقلي أو نقلي، فقد بان بأن وظهر لكم على يدي محمد - صلى الله تعالى عليه وسلم - ببعثته وإنزال القرآن الكريم عليه وأيا ما كان، فلا تناقض بين هذا وقوله تعالى :﴿وما لكم لا تؤمنون﴾(١).
المعنى الإجمالي
الإيمان بالله-عز وجل- ورسوله- صلى الله عليه وسلم- من أجلَ نعم الله- تعالى- على العباد، ولذلك أمرالله - تبارك وتعالى - به فالمؤمنون يزدادوا إيمانا مع إيمانهم،
ولغير المؤمنين التصديق بالتوحيد، وبصحة الرسالة، ثم لما أمرهم بالإيمان أمرهم بالإنفاق في سبيل الله فقال :﴿وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه﴾ أي جعلكم خلفاء في التصرف فيه، من غير أن تملكوه حقيقة، فإن المال مال الله، والعباد خلفاء الله في ماله، فهذا لمال الذى في أيدي العباد، إنما هو في الواقع مال الله – عز وجل- بخلقه وإنشائه له، وجعلهم خلفاء في التصرف فيه، فينبغي على العباد أن يغتنموا الفرصة في هذه الأموال، قبل أن تزال، وينتقل إلى غيره، وليس له منه إلا ما جاء فى الحديث الشريف قوله- صلى الله عليه وسلم- :﴿ يقول ابن آدم ما لي ما لي، وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت﴾
قيل لأعرابي: لمن هذه الإبل؟ فقال : هي لله تعالى عندي.
وما أحسن قول القائل :
وما المال والأهلون إلا ودائع