يبين الله- عز وجل- فى هذه الآية الكريمة أن المؤمنين يوم القيامة يسعى نورهم بين أيديهم ومن خلفهم، كما قال - سبحانه- فى موضع آخر﴿... يَوْمَ لاَ يُخْزِى اللَّهُ النَّبِيَّ وَلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَآ إِنَّكَ عَلَى كُل شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾(١).
وهذا النور الذى’يرى نورا حقيقيا، وهو يتفاوت على حسب إيمان صاحبه،
ولذا يقول عبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما-" يؤتون نورهم على قدر أعمالهم، فمنهم من يؤتى نوره كالنخلة، ومنهم من يؤتى نوره كالرجل القائم، وأدناهم نورا من نوره أعلى إبهامه، فيطفأ مرة ويقد مرة"
وتقول لهم الملائكة: على سبيل التكريم والتحية: نبشركم اليوم بجنات عظيمة تجرى من تحت ثمارها وأشجارها الأنهار العذبة، حالة كونكم خالدين فيها خلودا أبديا، وذلك الذى أنتم فيه من نور يسعى بين أيديكم، ومن جنات أنتم خالدون فيها، هو الفوز العظيم. الذي لا يساويه فوز أو فلاح.
وقد وردت آثار بتبشير هذه الأمة المحمدية منها:
ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن أبي الدر داء - رضي الله عنه- قال:
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-﴿ أنا أول من يؤذن له بالسجود يوم القيامة، وأنا أول من يؤذن له أن يرفع رأسه، فأنظر إلى مابين يدي فأعرف أمتي من بين الأمم، ومن خلفي مثل ذلك، وعن يميني مثل ذلك، وعن شمالي مثل ذلك، فقال رجل يا رسول الله: كيف تعرف أمتك من بين الأمم فيما بين نوح إلى أمتك؟ قال: هم غر محجلون من أثر الوضوء، ليس أحد كذلك غيرهم وأعرفهم أنهم يؤتون كتبهم بأيمانهم، وأعرفهم تسعى من بين أيديهم ذريتهم﴾.(٢)
ما ترشد إليه الآية الكريمة
- بشارة هذه الأمة المحمدية بالنور التام يوم القيامة.

(١) من الآية / ٨، من سورة التحريم.
(٢) مسند الإمام أحمد: ٥/ ١٩٩.


الصفحة التالية
Icon