وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، والحاكم وصححه، وغيرهم: عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: إن السور الذي ذكره الله تعالى في القرآن فضرب بينهم بسور هو سور بيت المقدس الشرقي، باطنه فيه الرحمة المسجد، وظاهره من قبله العذاب يعني وادي جهنم وما يليه.
وأخرج: عن عبادة بن الصامت : أنه كان على سور بيت المقدس الشرقي فبكى فقيل ما يبكيك فقال : ههنا أخبرنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أنه رأى جهنم.
ولا يخفى : أن هذا ونظائره أمور مبنية على اختلاف العالمين وتغاير النشأتين على وجه لا تصل العقول إلى إدراك كيفيته والوقوف على تفاصيله، فإن صح الخبر لم يسعنا الإيمان لعدم خروج الأمر عن دائرة الإمكان.
﴿يُنَادُونَهُمْ ﴾ استئناف مبني على السؤال، كأنه قيل : فماذا يفعلون بعد ضرب السور ومشاهدة العذاب؟ فقيل: ينادي المنافقون والمنافقات المؤمنين والمؤمنات
﴿ألم نكن﴾ في الدنيا﴿ معكم﴾، يريدون به موافقتهم لهم في الظاهر،
﴿ قالوا بلى﴾ كنتم معنا كما تقولون،
﴿ ولكنكم فتنتم أنفسكم﴾ محنتموها بالنفاق وأهلكتموها،
﴿ وتربصتم﴾ بالمؤمنين الدوائر، وأبصرتم وشككتم في أمور الدين،
﴿ وغرتكم الأماني﴾ الفارغة التي من جملتها الطمع في انتكاس الإسلام.
وقال ابن عباس: فتنتم أنفسكم بالشهوات واللذات وتربصتم بالتوبة،
﴿ وارتبتم﴾ شككتم في الله، وغرتكم الأماني طول الآمال،
﴿ حتى جاء أمر الله ﴾أي: الموت،
﴿ وغركم بالله الغرور﴾ الشيطان، قال لكم: إن الله عفو كريم لا يعذبكم، وعن قتادة كانوا على خدعة من الشيطان والله ما زالوا عليها حتى قذفهم الله تعالى في النار. ﴿فاليوم لا يؤخذ منكم ﴾أيها المنافقون،
﴿ فدية﴾ فداء، وهو ما يبذل لحفظ النفس عن النائبة
والناصب ليوم، الفعل المنفي بل، ا وفيه حجة على من منع ذلك،
وقرأ أبو جعفر والحسن وابن أبي إسحاق والأعرج وابن عامر وهارون عن أبي عمرو﴿ لا تؤخذ﴾ بالتاء الفوقية،