وقيل للبناء العالي آية، ولكل جملة من القرآن دالة على حكم آية سورة كانت أو فصولا أو فصلا من سورة، وقد يقال لكل كلام منه منفصل بفصل لفظي آية".
والمراد بالآيات هنا: الدلائل الدالة على وحدانية الله- تعالى- وقدرته.
﴿ لعلكم تعقلون ﴾كي تعقلوا ما فيها، وتعلموا بموجبها، فتفوزوا بسعادة الدنيا والآخرة.
المعنى الإجمالي
يعاتب الله- عز وجل- فى هذه الآية الكريمة جماعة من المؤمنين على الفتور والتكاسل فيما أمرهم به من الاجتهاد فى طاعة الله- عز وجل- بعد أن فتح الله لهم أقطار الأرض ورزقهم بالكثير من لين العيش وخيرات الدنيا، ثم نهاهم بعد ذلك من التشبه بأهل الكتاب فى عدم الخشوع وفى قسوة القلب بسبب استيلاء الشهوات على قلوبهم.
و هذه الآية الكريمة قد قرئت بين يدي الصديق- رضي الله عنه- وعنده قوم من أهل اليمامة فبكوا بكاء شديدا فنظر اليهم فقال :"هكذا كنا حتى قست القلوب".
وعن عيسى- عليه السلام- :" لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله- تعالى - فتقسوا قلوبكم، فإن القلب القاسي بعيد من الله- عز وجل- ولا تنظروا إلى ذنوب العباد كأنكم أرباب، وانظروا في ذنوبكم كأنكم عباد، والناس رجلان : مبتلى ومعافى فارحموا أهل البلاء، واحمدوا على العافية، ومن أحس بقسوة في قلبه فليهرع إلى ذكر الله تعالى وتلاوة كتابه يرجع إليه حاله ".
ولقد كان لسماع هذه الآية الكريمة بتدبر وخشوع، أثر طيب فى الإقلاع عن المعصية، والرجوع إلى الله تعالى.
فهذا هو الفضيل بن عياض(١)
ولد بسمرقَنْد ونشأ بأبِيوَرْد وكتب الحديث بالكوفة وتَحوَّل إلى (نزمو مكة) فسكنَها ومات بها. انظر: تهذيب الكمال رقم الترجمة(٦٠١٤) و التعديل والتجريح رقم الترجمة(١٢٣١).