إِنَّ الْمُصَّدقِينَ وَالْمُصَّدقَاتِ وَأَقْرَضُواْ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ * وَالَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصديقُونَ والشهداء عِندَ رَبهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }.(١)
المناسبة
بعد أن حث الله- عز وجل- المؤمنين في الآيات السابقة، على أن يروضوا أنفسهم على خشيته- تعالى- وتحذيرهم من أن ينهجوا نهج أهل الكتاب في قسوة القلوب
بين بعد ذلك، ما أعده من ثواب للمؤمنين الصادقين، الذين يبذلون الأموال ابتغاء وجهه فقال: ﴿ إِنَّ الْمُصَّدقِينَ وَالْمُصَّدقَاتِ وَأَقْرَضُواْ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيم ﴾.
تحليل المفردات والتراكيب:
قوله تعالى :﴿ إن المصدقين والمصدقات﴾المصدقين، بتشديد الدال، اسم فاعل من صدق، وهم الذين صدقوا الله ورسوله، يعني المؤمنين،
قرأ ابن كثير، وأبو بكر عن عاصم: بتخفيف الصاد فيها من التصديق، أي من المصدقين بما أنزل الله- تعالى -
وقرأ الباقون بالتشديد(أي بتشديد الصاد والدال) وهو اسم فاعل من تصدق، أي المتصدقين والمتصدقات، فأدغمت التاء في الصاد، وكذلك في مصحف أبي، وهو حث على الصدقات، ولهذا قال:﴿ وأقرضوا الله قرضا حسنا﴾أي بالصدقة والنفقة في سبيل الله.
قال الحسن : كل ما في القرآن من القرض الحسن فهو التطوع.
وقيل : هو العمل الصالح من الصدقة وغيرها محتسبا صادقا.
وإنما عطف بالفعل على الاسم[ أي قوله: وأقرضوا، على قوله: إن المصدقين]

(١) الآيتان : ١٨و١٩، من السورة الكريمة.


الصفحة التالية
Icon