لأن ذلك الاسم في تقدير الفعل، أي إن الذين صدقوا وأقرضوا يضاعف لهم أمثالها، وقراءة العامة: بفتح العين على ما لم يسم فاعله، وقرأالأعمش:(يضاعفه) بكسر العين وزيادة هاء، وقرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب: (يضعف) بفتح العين وتشديدها وقوله تعالى:﴿ ولهم أجر كريم﴾ يعني الجنة.(١)
[ لهم: جار ومجرور، خبر مقدم، وأجر: مبتدأ مؤخر، وكريم: صفة هذا المبتدأ،
أي لا يعلم مقداره، إلا علام الغيوب- سبحانه وتعالى- ].
قوله تعالى :﴿ والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم﴾
اختلف في(الشهداء)، هل هو مقطوع مما قبل، أو متصل به؟
قال مجاهد، وزيد ابن أسلم : إن الشهداء والصديقين، هم المؤمنون، وأنه متصل وروي معناه عن النبي- صلى الله عليه وسلم- فلا يوقف على هذا على قوله (الصديقون) وهذا قول ابن مسعود في تأويل الآية،
قال القشيري: قال الله تعالى :﴿فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين﴾
فالصديقون هم الذين يتلون الأنبياء، والشهداء هم الذين يتلون الصديقين والصالحون يتلون الشهداء، فيجوز أن تكون هذه الآية في جملة من صدق بالرسل، أعني:﴿ والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء﴾ ويكون المعنى بالشهداء: من شهد لله بالوحدانية، فيكون صديق فوق صديق في الدرجات كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم- :﴿ إن أهل الجنات العلا ليراهم من دونهم كما يرى أحدكم الكوكب الذي في أفق السماء وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما﴾.(٢)
وروي عن ابن عباس، ومسروق: أن الشهداء غير الصديقين، فالشهداء على هذا منفصل مما قبله، والوقف على قوله :﴿ الصديقون ﴾ حسن،
والمعنى: والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم، أي لهم أجر أنفسهم ونور أنفسهم، وفيهم قولان :
(٢)... ابن ماجة: باب/ في فضائل أصحاب رسول الله – ﷺ - فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه-
حديث رقم( ٩٦) ١/٣٧.