أنها ليست لحي وطنا
جعلوها لجة واتخذوا *
صالح الأعمال فيها سفنا.(١)
وبعد ما بين حقارة أمر الدنيا تزهيدا فيها وتنفيرا عن العكوف عليها، أشير إلى فخامة شأن الآخرة، وعظم ما فيها من اللذات والآلام، ترغيبا في تحصيل نعيمها المقيم، وتحذيرا من عذابها الأليم فقال:﴿ وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان﴾
يعني أن الدنيا وما فيها ليست إلا من محقرات الأمور: وهي اللعب، واللهو، والزينة والتفاحر، والتكاثر، وأما الآخرة، فما هي إلا أمور عظام، وهي العذاب الشديد والمغفرة، والرضوان من الله، ثم ذكر سبحانه بعد الترهيب والترغيب حقارة الدنيا فقال:﴿ وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور﴾ لمن اغتر بها ولم يعمل لآخرته
قال سعيد بن جبير: متاع الغرور لمن لم يشتغل بطلب الآخرة، ومن اشتغل بطلبها فله متاع بلاغ إلى ما هو خير منه.
ماترشدإليه الآية الكريمة
- تحقيرأمرالدنيا وصغر أمرها، وعظم أمر الآخرة.
- ماكان عليه الجاهلية من عادات، وهو التكاثر بالأبناء والأموال.
- الكافرون بالله- عز وجل - أشد إعجابا بزينة الحياة الدنيا من المؤمنين، ولذلك كانوا أحرص الناس على حياة.
- التزهيد في العمل للدنيا، والترغيب في العمل للآخرة.
- العذاب الشديد في الآخرة لأعداء الله، والمغفرة والرضوان لأوليائه.
- الدنيا متاع الغرور لمن اطمأن بها، ولم يجعلها ذريعة للآخرة.
التنافس في وجوه الخير
قال الله تعالى:
﴿سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم﴾.(٢)
المناسبة
(٢) الآية / ٢١، من السورة الكريمة.