- وفضلا عن ذلك كله،" فهي السورة الوحيدة، من سور القرآن الكريم، التي تحمل اسم عنصر من العناصر المعروفة لنا، والتي يبلغ عددها(١٠٥) مائة وخمسة عناصر ".(١)
مناسبة السورة الكريمة لما قبلها:
السورة السابقة لسورة الحديد هي سورة الواقعة
ووجه اتصالها بها : أن سورة الحديد بدئت بذكر التسبيح، وسورة الواقعة ختمت بالأمرية، حيث قال سبحانه:﴿فسبح باسم ربك العظيم﴾
وكان أولها واقعا موقع العلة للأمرية، فكأنه قيل : سبح باسم ربك العظيم، لأنه سبح له ما في السماوات والأرض.
قال بعضهم(٢):" وجه اتصالها بالواقعة أنها قدمت بذكر التسبيح وتلك ختمت بالأمرية قلت: وتمامه أن أول الحديد واقع موقع العلة للأمر به وكأنه قيل فسبح باسم ربك العظيم لأنه سبح لله ما في السموات والأرض ".
وعن الحكمة من مجيء هذه المادة بمشتقاتها في مطالع هذه السور الكريمة
يقول العلامة البيضاوي في تفسيره:(٣)" ذكر ها هنا وفي الحشر والصف بلفظ الماضي، وفي الجمعة والتغابن بلفظ المضارع، إشعارا بأن من شأن ما أسند إليه أن يسبحه في جميع أوقاته، لأنه دلالة جبلية لا تختلف باختلاف الحالات، ومجيء المصدر مطلقا في بني إسرائيل أبلغ من حيث إنه يشعر بإطلاقه على استحقاق التسبيح من كل شيء وفي كل حال وإنما عدي باللام وهو متعد بنفسه مثل نصحت له في نصحته، إشعارا بأن إيقاع الفعل لأجل الله وخالصا لوجهه".
والآن وبعد أن عرًفنا بهذه السورة الكريمة، نشرع في تفسير وتحليل أولى آيات هذه السورة الكريمة، مستمدين منه- سبحانه وتعالى- العون والتوفيق،﴿... وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب﴾.(٤)
تسبيح المخلوقات لله – عز وجل -.
قال الله تعالى :

(١) أنظر موسوعة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة / زغلول النجار.
(٢) أسرار ترتيب القرآن: ١/. ١٣٥.
(٣) ج: ٥ ص: ٢٩٥
(٤) من الآية / ٨٨، من سورة هود – عليه السلام -.


الصفحة التالية
Icon