سَبَّحَ للَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُل شَيْءٍ قَدِيرٌ}.(١)
تحليل المفردات والتراكيب
قوله تعالى: ﴿ سَبَّحَ للَّهِ﴾ التسبيح كما يقول صاحب اللسان:(٢)سبح : السبح السباحة العوم، سبح بالنهر وفيه، يسبح سبحا سباحة.
التسبيح: التنزيه، وسبحان الله معناه تنزيها لله من الصاحبة والولد، وقيل تنزيه الله تعالى عن كل ما لا ينبغي له أن يوصف له.
وفي التهذيب: سبحت الله تسبيحا وسبحانا بمعنى واحد، فالمصدر تسبيح والاسم سبحان يقوم مقام المصدر.
والتسبيح(٣): تنزيه الله تعالى اعتقادا وقولا وعملا عما لا يليق بجنابه، من سبح في الأرض والماء، إذا ذهب وأبعد فيهما، وحيث أسند هاهنا إلى غير العقلاء أيضا، فإن ما في السموات والأرض يعم جميع ما فيهما، سواء كان مستقرا فيهما أو جزءا منهما، أريد به معنى عام مجازى شامل لما نطق به لسان المقال، كتسبيح الملائكة والمؤمنين من الثقلين، ولسان الحال كتسبيح غيرهم، فإن كل فرد من افراد الموجودات يدل بإمكانه وحدوثه على الصانع القديم، الواجب الوجود، المتصف بالكمال، المنزه عن النقصان.
والمراد بالتسبيح هنا: تنزيه الله – تعالى –عن كل مالا يليق بجلاله وكماله.
واللام في لله، إما أن تكون بمنزلة اللام في: نصحت لزيد، يقال: سبح الله، كما يقال؛ نصحت زيداً، فجيء باللام لتقوية وصول الفعل إلى المفعول؛ وإما أن تكون لام التعليل، أي أحدث التسبيح لأجل الله، أي لوجهه خالصاً.
﴿يحيي ويميت﴾: جملة مستقلة لا موضع لها من الإعراب.
واللام إمامزيده للتأكيد، كما في نصحت له، وشكرت له، أو للتعليل، أى فعل التسبيح، لأجل الله تعالى وخالصا لوجهه.

(١) الآيتان الكريمتان: ١و٢، من السورة الكريمة.
(٢) اللسان: مادة سبح ص٤٧١ وما بعدها
(٣) تفسير أبى السعود١/١.


الصفحة التالية
Icon