والثانية: أنهم يحثون غيرهم على البخل.
ومن يتول، أي عن أمر الله وطاعته، فإن الله هو الغني الحميد، كما قال موسى- عليه السلام – ﴿إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد﴾.
ومن هنا نعلم: أن الإيمان بالقدر أحد أركان الإيمان، التي لا يتم إيمان عبد حتى يؤمن بها كلها، وحقيقته: أن يعلم المسلم أن ما شاء الله كان، وما لم يشأ الله لم يكن وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
وعن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: كنت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال:﴿ يا غلام إني أعلمك كلمات، إحفظ الله يحفظك، إحفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، . وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف﴾.(١)
والإيمان بالقدر واجب، فإذا آمن الإنسان بالقدر إيمانا كاملا، لا يعتريه شك، اطمأن في حياته، فإذا أصابه شيء علم أنه بقضاء الله وقدره، فيطمئن قلبه، قال تعالى: ﴿ومن يؤمن بالله يهد قلبه ﴾.
وللإيمان بالقضاء والقدر أركان لا يتم إلا بها:
الركن الأول: أن يؤمن الإنسان بأن الله بكل شيء عليم، وعلى كل شيء شهيد، فما من شيء حادث في السماوات والأرض، وما من شيء يحدث فيها مستقبل، إلا وعند الله علمه، ولا يخفى عليه شيء من دقيقه وجليله، قال تعالى :
﴿وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ﴾.