الركن الثاني : أن يؤمن الإنسان بأن الله كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء إلى أن تقوم الساعة، فكل شيء يحدث في الأرض، أو في السماوات، فهو مكتوب في اللوح المحفوظ قبل أن تخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وقد أشار الله إلى هذين الركنين بقوله :
﴿ ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير﴾.
الركن الثالث: أن يؤمن الإنسان بمشيئة الله العامة وقدرته الكاملة، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فكل ما حدث في السماوات والأرض، من أفعال الله أو من أعمال الخلق فإنه بمشيئة الله، قال تعالى:
﴿من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم ﴾.
وكل شيء يعمله الإنسان ويحدثه، فإنه بمشيئة الله، حتى إصلاح طعامه وشرابه وبيعه وشرائه.
الركن الرابع: أن يؤمن الإنسان بأن الله خالق كل شيء، ومقدره ومسخره، لما خلق له وأنه خالق الأسباب والمسببات، وهو الذي ربط النتائج بأسبابها وجعلها نتيجة لها
ولذا يجب على العبد إذا جرت أقدار الله على ما لا يحب، أن يرضى بقضاء الله – عز وجل - وقدره، وأن يستسلم للقضاء المكتوب، فإنه لا بد أن يقع، ولو حاول جميع الناس دفعه عنه، فلا راد لقضاء الله، لكن العاقبة الحميدة، لمن يقابل ذلك بالرضى ويعلم أن الأمر من الله-عز وجل- وهولا بد وأن يقع، شاء هذا الإنسان أم أبى
هذا وإن بعض الناس يفسر ما يقع من الأقدار على أنها أمور عادية، فيقول مثلا الطائرة أو السيارة احترقت لخلل فني، والبيت انهدم لخلل هندسي، والحريق اندلع لماس كهربائي، وهكذا يلتمس مسببا سواء كانا صحيحا أو غير صحيح، ولا ينظر في ما وراء ذلك من تقدير الله - سبحانه وتعالى- له ولذلك فإن المزارعين حينما تصاب محاصيلهم يعزون ذلك إلى تسمم البذور تارة، أو إلى طريقة الريٍ تارة، أو إلى شدة البرد تارة أخرى، ويغفلون عن قضية القضاء والقدر وأن هذا شيء مقدر لا بد أن يقع.


الصفحة التالية
Icon