يقول العلامة أبو السعود(١):" ولقد أرسلنا رسلنا، أى الملائكة الى الأنبياء، أو الأنبياء الى الأمم، وهو الأظهر".
ومعنى البينات: أي المعجزات والحجج الباهرات والدلائل القاطعات.
والكتاب: أي الكتب المنزلة على الرسل، كالتوراة، والإنجيل، والزبور، والقرآن الكريم.
"وأنزلنا معهم الكتاب: أي الكتب، أي أوحينا إليهم خبر ما كان قبلهم،
والميزان: قال ابن زيد : هو ما يوزن به ويتعامل. ليقوم الناس بالقسط، أي بالعدل في معاملاتهم وقوله:﴿بالقسط﴾ يدل على أنه أراد الميزان المعروف.
وقال قوم أراد به العدل، وإذا حملنا على الميزان المعروف، فالمعنى: أنزلنا الكتاب ووضعنا الميزان فهو من باب : علفتها تبنا وماء باردا، ويدل على قوله تعالى :﴿ والسماء رفعها ووضع الميزان ﴾ثم قال:﴿ وأقيموا الوزن بالقسط﴾".(٢)
ويقول الحافظ ابن كثيرفى تفسيره:(٣)
"هو الحق الذي تشهد به العقول الصحيحة المستقيمة المخالفة للآراء السقيمة، كما قال تعالى :﴿أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه﴾ وقال تعالى:﴿ فطرة الله التي فطر الناس عليها ﴾ وقال تعالى:﴿ والسماء رفعها ووضع الميزان﴾
ولهذا قال في هذه الآية:﴿ ليقوم الناس بالقسط ﴾أي بالحق والعدل وهو اتباع الرسل فيما أخبروا به، وطاعتهم فيما أمروا به، فإن الذي جاءوا به هو الحق الذي ليس وراءه حق، كما قال:﴿ وتمت كلمات ربك صدقا وعدلا﴾ أي صدقا في الإخبار وعدلا في الأوامر والنواهي".
ومعنى القسط: أي العدل، من أقسط (الرباعي).
يقال: أقسط الرجل، إذا عدل، ومنه قول النبي- صلى الله عليه وسلم- ﴿المقسطون فى الدنيا على منابر من لؤلؤ يوم القيامة﴾.
ويقال: قسط الرجل، إذا جار، ومنه قوله تعالى:﴿وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا﴾.(٤)

(١) ج: ٨ ص: ٢١٢.
(٢) القرطبي ج: ١٧ ص: ٢٦٠.
(٣) ج: ٤ ص: ٣١٥.
(٤) أنظر غريب القرآن لابن قيبةص١١٩، واللسان، مادتي: قسط وأقسط.


الصفحة التالية
Icon