وآتيناه الإنجيل} وهو الكتاب الذي أنزله الله علي عيسى – عليه السلام -.
"والإنجيل كلمة يونانية من النجل وهو الأصل، يقال: رحم الله ناجليه
أي : والديه، وقيل الإنجيل مأخوذ من نجلت الشيء إذا استخرجته وأظهرته، ويقال للماءالذى يخرج من البئر : نجل. وقيل هو من النجل الذى هو سعة العين، ومنه قولهم: طعنة نجلاء، أي: واسعة.(١)
"وسمٍي الإنجيل بهذاالاسم: لأنه سعة ونور وضياء، وأنزله الله تعالى- على نبيه عيس، ليكون بشارة وهدايو لقومه".(٢)
قرأ الجمهور﴿الإ نجيل﴾ بكسر الهمزة، وقرأ الحسن بفتحها.
﴿ وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة﴾ الذين اتبعوه: هم الحواريون جعل الله في قلوبهم مودة لبعضهم البعض، ورحمة يتراحمون بها، بخلاف اليهود فإنهم ليسوا كذلك.
وأصل الرأفة: اللين، والرحمة: الشفقة، وقيل الرأفة: أشد الرحمة.
﴿ ورهبانية ابتدعوها﴾ انتصاب رهبانية على الاشتغال، أي وابتدعوا رهبانية ابتدعوها.(٣)أي جاءوا بها من قبل أنفسهم.
وقيل : إنه معطوف على الرأفة والرحمة، والمعنى على هذا: أن الله تعالى أعطاهم إياها فغيروا وابتدعوا فيها.
قال الماوردي : وفيها قراءتان، إحداهما: بفتح الراء، وهي الخوف من الرهب، الثانية: بضم الراء، وهي منسوبة إلى الرهبان، كالرضوانية من الرضوان، وذلك لأنهم حملوا أنفسهم على المشقات في الامتناع من المطعم والمشرب والنكاح والتعلق بالكهوف والصوامع، وذلك أن ملوكهم غيروا وبدلوا وبقي نفر قليل فترهبوا وتبتلوا
والمعنى : ما فرضناها عليهم.
(٢) مفاتيح الغيب : ٧/١٧١.
(٣) تفسير البغوي ج: ٤ ص: ٣٠٠.