وقال الإمام البقاعي :﴿ لما عبر بالأخذ الذي هو بمعنى القهر والغلبة وجب تقديم السنة كما لو قيل فلان لا يغلبه أمير ولا سلطان (١) ٠
وفي عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ { … وإنما جمع بين نفييهما لأنه لا يلزم من نفي أحدهما نفي الآخر، إذ يتصور مجيء النوم دفعة من غير مبادئ الوسن، ومجىء الوسن دون النوم فلذلك نفي كل واحد منهما على حدته بدليل تكرير ( لا ) ﴾
(٢)
وقال الشيخ محمد عبده :﴿ إن ما ذكر في النظم الكريم ترق في نفي هذا النقض، ومن قال بعدم الترقي فقد غفل عن معنى الأخذ وهو الغلبة والاستيلاء، ومن لا تغلبه السنة فقد يغلبه النوم لأنه أقوى، فذكر النوم بعد السنة ترق من نفي الأضعف إلى نفي الأقوى ﴾(٣)
و﴿ لا ﴾ في قوله تعالى ﴿ ولا نوم ﴾ لتأكيد النفي، ولبيان انتفاء كل واحد منهما ولو لم تذكر لاحتمل نفيهما بقيد الاجتماع، وبناء عليه فلا يلزم منه نفي كل واحد منهما على حدته، ولذلك تقول : ما قام زيد وعمرو بل أحدهما، ولا تقول : ما قام زيد ولا عمرو بل أحدهما (٤)
موعظة بليغة *

(١) نظم الدرر للبقاعي ١/٤٩٦
(٢) عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للشيخ أحمد بن يوسف المعروف بالسمين الحلبي ٤/٣٦٠
(٣) - تفسير المنار ٣ / ٢٥ وكلام الشيخ محمد عبده قريب مما ذكره الإمام البقاعي ونحو ذلك مما ذكره الطباطبا ئى في تفسيره ٢/٢٠ وماذكره الشهاب في حاشيته على تفسير البيضاوي ٢/٣٣٤ واختار هذا الرأي الصاوي في حاشيته على الجلالين /١٦٤ وأورده الألوسي في روح المعاني ٣/١٣
(٤) - يراجع الفريد في إعراب القرآن المجيد لحسين بن أبي العز الهمدانى ت ٦٤٣هـ ١/٤٩٥، ٤٩٦


الصفحة التالية
Icon