وفي حاشية الصاوي(١) :[ ولا نزاع في كون السموات والأرض ملكا لله قال تعالى ﴿ ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم ﴾ سورة الزخرف ٩ ] (٢)وفي ذلك رد على الكفار حيث زعموا أن له شريكا فكأن الله يقول لهم : ما أشركتموه لا يخرج عن السموات والأرض وشأن الشريك أن يكون مستقلا خارجا عن مملكة الشريك الآخر.
قال صاحب فتح البيان :[ وأجري الغالب مجري الكل فعبر عنه بلفظ ( ما ) دون ( من ) وفيه رد على المشركين الذين عبدوا الكواكب التي في السماء والأصنام التي في الأرض فلا تصلح أن تعبد لأنها مملوكة مخلوقة له ] (٣).
﴿ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ﴾
فلا شفاعة إلا بإذنه ورضاه فالأمر أمره والحكم حكم الله - عز وجل -، والشفاعة هي طلب الخير للغير من الغير وأصلها من الشفع، والشفع كما ورد في لسان العرب : خلاف الوتر وهو الزوج، تقول كان وترا فشفعته شفعا أي صيرته زوجا، وشفع لي يشفع شفاعة وتشفع : طلب، والشفيع : الشافع، والجمع : شفعاء … والشفاعة : كلام الشفيع للملك في حاجة يسألها لغيره.
قال الإمام الراغب في المفردات [ والشفاعة من الشفع وهو ضم الشىء إلى مثله، والشفاعة والانضمام إلى آخر ناصر له وسائل عنه وأكثر ما يستعمل في انضمام ما هو أعلى مرتبة وحرمة إلى ما هو أدنى ومنه الشفاعة في القيامة ] (٤).

(١) الصاوي هو (أحمد بن محمد الصاوي )- (١١٧٥- ١٢٢٧هـ ) تلقى تعليمه في الأزهر الشريف، ومن أهم شيوخه أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي حامد العدوي المالكي الأزهري الشهير بالدردير، من مؤلفاته حاشيته على الجلالين، وأقرب المسالك لمذهب الإمام مالك، ورسالة في مشتبهات القرآن ٠ ترجمته في شجرة النور الزكية للشيخ محمد مخلوف ١/٣٦١ ط دار الفكر
(٢) -حاشية الصاوى ١/ ١٦٥
(٣) - فتح البيان ٢ /٩٣
(٤) المفردات للراغب ص ٢٦٣


الصفحة التالية
Icon