النوع الثاني : شفاعته لنوع من العصاة من أمته قد استوجبوا دخول النار بذنوبهم فيشفع لهم في الخروج منها :
روى البخاري عن عمران بن حصين عن النبي ﷺ قال: "يخرج قوم من النار بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم. فيدخلون الجنة، ويسمون الجهنميين".(١)
وفي الصحيحين عن حماد بن زيد قال: قلت لعمرو بن دينار: أسمعت جابر بن عبد الله يحدث بحديث عن رسول الله ﷺ "إن الله يخرج قوماً من النار بالشفاعة؟ قال: نعم".(٢)
النوع الثالث : شفاعته في عمه أبي طالب أن يخفف عنه الله من العذاب يوم القيامة، وهذه خصوصية للرسول ( خصه الله تعالى بها وذلك لأن الأصل أن الكافر لا شفاعة له ٠
عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه: أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما أغنيت عن عمك، فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: (هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار ).(٣)
(٢) -رواه البخاري في صحيحه ك/ الرقاق باب صفة الجنة والنار ح ٦١٩٠ عن جابر رضي الله عنه، ورواه مسلم في صحيحه ك/ الإيمان باب أدنى أهل الجنة منزلا ح/١٩١
(٣) رواه البخاري في صحيحه ك/فضائل الصحابة باب قصة أبي طالب ح ٣٦٧٠ ورواه مسلم في الإيمان، باب: شفاعة النبي ﷺ لأبي طالب، رقم: ٢٠٩. وقوله (ما أغنيت) ماذا نفعته، وأي شيء دفعته عنه. (عمك) أبي طالب. (يحوطك) يصونك ويدافع عنك. (ضحضاح) هو الموضع القريب القعر، والمعنى: أنه خفف عنه شيء من العذاب. (الدرك) طبق من أطباق جهنم، وأسفل كل شيء ذي عمق، ويقال لما انخفض درك، كما يقال لما ارتفع درج